عندما أنهى "بائع زيت الثعابين" مصارعته بلمس الأكتاف فى الكونجرس!!

1

عندما أنهى "بائع زيت الثعابين" مصارعته بلمس الأكتاف فى الكونجرس!!

بقلم#الصحفى_هانى_عبد_الرحمن






حسم ترامب معركته الممتدة عبر عام كامل بلمس اكتاف لخصومه فى حلبة الكونجرس عندما ألقى خطاب الاتحاد بكبرياء وشموخ الواثق من نفسه

وقضى على منافسته اللدودة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب والتى قاتلت من اجل اسقاط ترامب عل خلفية ضغوط مارسها فى الانتخابات الرئاسية الامريكية ضد منافسيه كما تؤكد

وبات  ترامب الذى قضى  سنوات من عمره فى ساحات مصارعة المحترفين    متحديا وراعيا لعمالقتها  اكثر كبرياءا ونشوة  ورغبه فى دخول الانتخابات الرئاسية القادمة  ليخوضها بمنطق المصارعين المنتصريين الذين كسبوا جولاتهم بلمس الاكتاف .

هكذا فعل ترامب مع نانسي  العنيدة ومازال كيد النساء والسياسة فى مشهد تمزيق نانسي بيلوسي لخطاب ترامب فى الكنجرس بعد رفضه مصافحتها فى تقليد متبع بالبرلمان يعكس صورة اخرى  ووجه آخر من أوجه السياسة الامريكية المذدوجة المعايير ليس فى الداخل الامريكى فقط بل فى العالم أجمع كما تعكس قدرا لا بأس به من الديموقراطية والتى وصلت قمتها بين رئيسة النواب والرئيس

وبات بائع زيت الثعابين – كما وصفته نانسي بيلوسي فى تعقيبها على رفضه مصافحتها وقيامها بتمزيق خطابها – قادرا على حسم اى معركة قادمة بل والبقاء فى مقعد البيت الابيض بعد ان قدم كشف حساب دقيق لما قدمه فى فترته الرئاسية من انتعاش اقتصادى وانكماش عسكرى فى حروب لا عائد منها لا سياسيا ولا اقتصاديا بمنطق رجل الاعمال

 وكان الاخراج التليفزيونى للخطاب مبهرا وبارعا عندما خرج من  من بين الحضور والنواب جنرال عسكرى من العائدين من جبهات القتال الى مقدمة الصفوف ليحتضن اسرته التى شاركت  بالجلسة فى لقطة عبقرية تحمل العديد من الرسائل السياسية الداعمة لترامب والتى رفعت نقاط المنافسة  لصالحه فى حلبة المصارعة السياسية فى الكونجرس


ليس هذا فحسب بل كان منح زوجته  ميلانيا ترامب سيدة امريكا الاولى الاعلامى الامريكى راش ليمبو ميدالية الحرية الرئاسية بعد اصابته بسرطان الرئة المتقدم مشهدا ساحرا فى "رواية مصارع البيت الابيض  القوى" مفعول السحر فى قلوب الجمهوريين انصاره الذين هبوا من مقاعدهم واقفين ومصفقين  لترامب بينما جلس نواب الديموقراطيين يمصمصون شفاههم فى حسرة من الهزيمة المؤلمة لهم فى معركة عزل ترامب

وانتهت الحرب وبدأ الجميع يحصى خسائره وغنائمه وأصبح  الشعار الذى يرفعه ترامب وانصاره بعد رفض النواب عزله هو" لو قامت نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين بتمزيق خطاب ترامب فلن تستطيع تمزيق الانجازات"

 يقينى الذى لا يقبل الشك هو ان ترامب نجح فى الانتخابات القادمة قبل ان تبدأ من خلال عرض بالارقام وبالافعال لما انجزه وتبقى منطقتنا العربية خير مثال للرجل الذى أقتحم قصور الملوك والامراء ليصارحهم بجرأة رجل الاعمال " الدفع مقابل الحماية" وأنه لا شيء بلا مقابل وان عهود الحماية والزعامة والولاء انتهت وان المال هو كل شيء وان فرص العمل للامريكين وابناءهم هو الأولوية له وفتح آفاق جديدة لعمل مصانع الاسلحة والطائرات لتعمل  وتصدر للعملاء وتضخ المليارات فى الاسواق والاقتصاد الامريكى وهو ما تجسد على ارض الواقع من خلال معدلات النمو وتراجع البطالة وهو ما يمثل الاولوية للناخب الامريكى فى اى معركة انتخابية قادمة



لقد نجح ترامب  وفشل اعداؤه فماذا كسبنا نحن أمة العرب من هؤلاء وهولاء ؟!!


التعليقات