بقلم
#الصحفى_هانى_عبد_الرحمن
السيسي .لماذا أحببناه ؟ ومبارك لماذا لم نكرهه؟
سؤالان ربما لا يحتاجان لأجابة .سؤلان يجسدان
المشهد فى مصر خلال الأيام الماضية ومنذ وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعد
30عاما من حكم مصر وعشر سنوات من ساحات المحاكم بعد ثورة يناير25يناير
أما السؤال الأول لماذا أحببنا السيسي رغم المعاناه التى نعيشها
جميعا نتيجة برنامج الاصلاح الاقتصادى الصعب الذى اطلقه منذ توليه الحكم فى مصر
وكان بمثابة جرعة الدواء المر للشفاء من مرض عضال – فإن الاجابة قد لا تحتاج الى
تفكير عميق لكن وبكل بساطة لسبب واحد وحيد لأنه أنقذ وطن من السقوط فى الهاوية
.وطن تداعى عليه الاعداء والخونة فى الداخل والخارج وطن حاولوا استباحته تحت
شعارات الثورة وتجار الدين والجماعات المتأسلمة التى وجدت فى غضب وانتفاضة
استثنائية الفرصة فى تحقيق اجنداتها وايدلوجياتها الذاتية البعيدة كل البعد عن
الوطن والوطنية
أحببنا السيسي لأنه أدرك ابعاد المؤامرة
وتصدى لها ووضع روحه على كفيه من اجل نصرة شعب وثورة هى الأكبر فى تاريخ البشرية
ضد دعاة الدعوة واصحاب الفتن ولصوص المنابر والذين يرون مصر أمارة فى حلمهم
بالخلافة والإمارة ذات مقعد الأمير او المرشد
أحببناه لأنه - ومعه جيش عظيم- أنقذ مصر بأزهرها
وكنيستها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها من براثن الذئاب وتجار الأوطان
أحببناه لأنه الشجاع الذى قرر علاج المرض لا
العرض وبدأ مغامرة الاصلاح الاقتصادى وما بها من ألم ووجع بدأ بتحرير سعر الوقود
والصرف وغامر بشعبيته وكان امام خياريين لا ثالث لهما إما الأفلاس والبقاء على
المرض حتى الموت أوالاصلاح وأنقاذ وطن من الضياع وقد تحقق له ما اراد
أحببناه لأنه أدرك قيمة الدرع والسيف لهذا
الوطن وقام بتحديث تسليح لم يسبق له مثيل فى تاريخ الجيش المصرى حتى قفز الى
المركز التاسع عالميا أيمانا منه بأن العالم لا يحترم الضعفاء وأن أى اصلاح واى
مشروعات قومية اوعالمية فى مصر تحتاج الى
قوة وردع لأى مغامر ويبقى غاز المتوسط الذى تفجرت آباره بالخير دليلا على ذلك
وتصديه لأطماع المستعمر التركى واحلامه فى احياء سلطانه على حساب الوطن ومقدراته
خير دليل على رؤية قائد كان يوما مدير لجهاز المخابرات الحربية وقائدا للجيش
المصرى
أحببناه – رغم المعاناه و الألم والوجع من
الاصلاح الاقتصادى ولكن لأننا شعب لديه
عقيدة ثابته وهى اننا يمكن ان نعيش فى وطن بلا خبز خيرا من خبز بلا وطن
أحببنا السيسي لأن مصر الجديدة التى وضع
اساسها وقام بالتنفيذ لأضخم مشروعات فى تاريخها خرجت للنور وباتت واقعا بعد حلم
وأصبحت حديث العالم وتسأؤلاته كيف فعل السيسي ذلك ومن أين له ؟؟
أننى لست مناصرا لنظام ولا مقربا من سلطان
ولا طامعا فى منصب ولست فى معرض حديث عن انجازات ولا ترويجا لرئيس ولكنى أكتب بعين
الحقيقة والتاريخ الذى لا يكذب أبدا ولا يتجمل ولا يتحامل على أحد أكتب لأنى صحفى
أمثل ضمير الناس فى كل القرى والعزب والنجوع والحوارى والشوارع والمقاهى
وأكتب اليوم عن رجل دولة يدرك قيمة الرجال
وتاريخهم وما قدموه لمصر الوطن والملاذ أكتب عن السيسي الذى عبر بمصر مرحلة المخاض
الصعبة لوطن جديد من اجل حاضر ومستقبل يحقق شعاره "مصر أم الدنيا وهتبقى قد
الدنيا " فعلا قبل قولا
لقد ضرب السيسي المثل والقدوة فى الوفاء عندما
تقدم جنازة رجل عظيم قدم لمصر عمره قائدا عسكريا من ابطال اكتوبر وسياسيا محنكا
حافظ على استقرار الوطن عبر ثلاثة عقود من الزمن وكان تكريما من رئيس مصر الحالى
لرئيس أسبق ينتمى لنفس البيت .بيت الوطنية والفداء بيت القوات المسلحة العظيمة
أما مبارك ولما لم نكرهه ولماذا كل هذا الحزن
عليه من جموع الشعب المصرى بكل طوائفه فبكل بساطة لأن الشعب المصرى واعى أصيل صاحب
حضارة علمته المصائب والمحن ولم يكن يوما مؤيدا لفوضى أو مساهما فى محاولات هدم
دولة ولكنه كان صابرا على مشهد رتبه الأعداء فى الداخل والخارج وكان الهدف اسقاط
مصر
هذا الشعب الذى ارتسم الحزن فى قلوب الملايين منه حزينا على فقدان مبارك الذى مازال يرى فيه تاريخا يصعب طمسه او نسيانه او تزويره
فعلا أنه شعب طيب الأعراق شعب يرفض الوصاية
قد يلتزم الصمت ولكنه صمت الحكماء شعب قد يمرض ولكنه لا يموت
إن مبارك وعهده وحكمه كان له ما له وعليه ما
عليه كان شعاره الاستقرار وعلاج العرض لا
المرض والمسكنات لا الجراحه
ربما البعض يرى ان عهد مبارك والاسعار
والحياه افضل ولكنها رؤية تعتمد على النظر تحت الاقدام وليس للأمام وهى رؤية ناقصة
لأنه فى تاريخ الأمم يجب ان ننظر للأمام لا تحت الأقدام
ودون ان ندخل فى تقييم لمبارك او عهده يجب ان ندرك المتغيرات التى حكم
فيها مبارك بعد اغتيال السادات وهو حدث لو تعلمون عظيم وكانت البلاد فى حالة اقتصادية صعبة ولم تكد
سنوات حرب اكتوبر بعيدة واعادة بناء الوطن من جديد وعديد من الامور والمتغيرات
التى كانت كفيلة بضياع الوطن لكنه قاد السفينة وعبر بمصر الى بر الامان
وختاما فأن أى مقارنة بين عهد مبارك وعهد
السيسي ظالمة للطرفين فلا زمان مبارك هو
زمان السيسي ولا المقدمات والنتائج هى ذاتها ولكن نستطيع ان نجزم ونتفق على حقيقة واحده
ان كلاهما حافظ على الوطن وعبر به للآمان
وييقينى الذى لا يقبل الشك ان توحدهما فى
الهدف والغاية نابع من بيتهما الذى نشأ فيه وهو بيت القوات المسلحة التى كانت
ومازالت وستبقى درع الوطن وسيفه والملاذ الآمن لشعب عظيم
أن أى حديث منصف عن مبارك يجب ان يوجه له
التحية والتقدير والحب والعرفان على ما قدمه لمصر سوا أصاب أو اخطأ
وبنفس المنطق يجب ان نعطى للسيسي حقه كرجل أنقذ
وطن وقاده الى مصاف الأمم وتحمل مغامرا من شعبيته ليقود مصر نحو مكانتها اللائقة
وأكاد أجزم أن حلم مصر سيتحقق على يد السيسي فقد عبرنا مرحلة الاستقرار والبناء
وأقتربت أعوام الحصاد .
وأقولها مخلصا تحية لرجل عظيم هو مبارك وتحية لرجل وقائد
أستثنائى وهبه القدر لنا هو السيسي نستكمل
معه العطاء
أعتقد اننا الآن عرفنا لماذا نحب السيسي
ولماذا لا نكره مبارك ..
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق