الدبلوماسية "الحمراء" وسر زيارة
زيرة الصحة الى الصين رغم وباء كورونا
أثارت زيارة د هالة زايد وزيرة الصحة
المفاجئة الى الصين وسط اجواء الفزع والرعب التى تسود العالم من انتشار وباء
كورونا وتحديدا الصين- العديد من التساؤلات حول توقيتها وأسبابها والهدف منها سواء
كان معلنا او سريا!!
وللأجابة عن هذه التساؤلات والتكهنات
والتأويلات يجب ان نحلل بعض المقدمات والشواهد التى سبقت الزيارة سواء على المدى
القريب او البعيد من توقيت الزيارة وأولها حالة التضامن الرسمى الكبيرة من الدولة
على كافة مستوياتها بداية من الرئيس السيسي مرورا بالحكومة ووزيرة الصحة وأنتهاءا
بحالة التضامن الشعبى والشبابى وخاصة بين طلاب الجامعات المصرية وزملاءهم الصينين
الدارسين فى الجامعات المصرية اوالدارسين فى الجامعات الصينية والتى وصلت الى تغنى
احد طلاب الصين بجامعة الاسكندرية بالنشيد الوطنى المصرى "بلادى بلادى لكى
حبى وفؤادى"
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أمتد الى
لقاءات رسمية بين مسئولين وعلى رأسهم وزيرة الصحة د هالة زايد والسفير الصينى فى
مصر اكثر من مرة لأعلان التضامن والذى وصل الى تقديم اكثر من 10أطنان من
المستلزمات الطبية لمواجهة وباء الكورونا فور ظهوره بالصين
كل هذه المقدمات والمبادرات والمساعدات تؤكد
موقفا انسانيا داعما للصين من مصر التى ترى فى الصين شريكا استراتيجيا على كافة
الاصعدة السياسية والاقتصادية وخاصة فى مجال المشروعات القومية الكبرى والعاصمة
الادارية و للشركات الصينية نصيب الأسد فيها
ليس هذا فحسب بل ان حجم التبادل التجارى بين
الصين ومصر بلغ فى العام 2018 نحو 13.8مليار دولار وهناك 134شركة صينية تعمل فى
مصر فى عديد المجالات
وكانت ذروة التضامن المصرى مع الصين قرار
الدولة المصرية أضاءة المعالم السياحية والاثرية باللون الاحمر- لون علم الصين -
تضامنا مع الصين فى مواجهة فيروس كورونا فى بادرة هى الأولى ورأينا لأول مرة قلعة
محمد على ومعبد فيلا بأسوان ومعبد الكرنك
بالاقصر وغيرها من المعالم التاريخية باللون الاحمر فى مشهد مبهر أثار ردود أفعال عالمية
وصينية رائعة عن عظمة الشعب المصرى قيادة وحكومة وشعب فى التضامن مع الصين
وأعتقد جازما ان تلك المبادرة الرائعة بالأضاءة
باللون الاحمر يمكن ان نطلق عليها "الدبلوماسية الحمراء" أو دبلوماسية
الكوارث والأزمات وهى تعكس ذكاءا دبلوماسيا وسياسيا مصريا كبيرا لأن الشعوب تتذكر دائما
من يقف معها وقت المحن والجرح لا وقت
الرخاء والفرح بالمنطق الانسانى السائد
إن زيارة وزيرة الصحة المصرية هالة زايد
للصين يمكن ان تندرج فى هذا الاطار لترسخ علاقات أكثر قوة مع العملاق الصينى ثانى
اكبر اقتصاد فى العالم كما لا أستبعد ان
تكون هذا الزيارة تأكيدا لتسريبات بجهود بحثية مشتركة لتصنيع عقارلمكافحة الوباء كورونا
وبصرف النظر عن اسباب ونتائج الزيارة وما
تتمخض عنه فأن مصر نجحت فى تأسيس دبلوماسية جديدة
دبلوماسية"حمراء" مع التنين الصينى الذى قد يمرض ولكنه لا يموت
ويقينى الذى لا يقبل الشك ان قادم الايام سيحمل أملا وخيرا كثيرا للبلدين
فلننتظر ذهاب سحاب كورونا لتشرق شمس الربيع
والدفء فى الجو والسياسة
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق