نعم مصر تستطيع كسر العناد الاثيوبى وقد بدأ العد التنازلى !!

0









بقلم الصحفى هانى عبد الرحمن


نعم مصر تستطيع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . تستطيع ان تكسر العناد الأثيوبى فى مفاوضات سد النهضة والتى مازالت تناور وتراوغ واخيرا تهرب من التوقيع على الاتفاق على قواعد ملىء خزان السد أعتقادا منها أنها تفرض الأمر الواقع


ومع تسليمنا الكامل بأن احداث 25يناير وما تبعها من اهتزاز فى الدولة المصرية ومؤسساتها هى السبب الوحيد وراء جرأة اثيوبيا فى بناء سد النهضة الذى لا يمثل اهمية أستراتيجية او أنه مسألة حياة او موت – للشعب الاثيوبى – وانما بناء السد فى الأساس هدفه أقتصادى وهو توليد الطاقة الكهربائية التى يمكن ان تستمدها من اى مصادر اخرى او كان يمكنها التفاوض مع مصر للحصول على الكهرباء من محطة الطاقة النووية فى الضبعة والتى ستحقق وفرا كهربائيا للتصدير لعديد من دول العالم وهو أمر ألمح الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي له فى اكثر من مؤتمر بأن مصر على استعداد لمنح الدول الافريقية الطاقة الكهربائية بأقل من الاسعار العالمية


ولا يحتاج الأمر تفكيرا عميقا لادراك كلماتى بأن مصر تستطيع بان تفرض ارادتها وتحافظ على حقها فى الحياه الذى هو حقها فى المياه والذى تمنحها كل المنظمات والهيئات والمواثيق الدولية والدبلوماسية الحق فى الدفاع عنه بكل قوة



إن العناد والكبرياء الأثيوبى فى  ملف أدارة مفاوضات سد النهضة يعكس عدة عوامل ربما  تكون غائبة عن البعض وأبرزها الأصابع الاسرائيلية ومخابراتها  واطماعها فى مياه نهر النيل ولا يخفى ما اعلنته تقارير اعلامية عن ان الدعم الاسرائيلى الخفى للسد هدفه خلق بيئة تفاوضية أخرى بين مصر واسرائيل لتوصيل مياه النيل لاسرائيل مقابل اى تنازلات اثيوبية – وهو أمر مرفوض تماما سياسيا وشعبيا وتدركه القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي


وهناك النفوذ القطرى فى الساحة الاثيوبية والمليارات التى دفعت لتمويل السد بشكل غير مباشر عبر عملاء قطر أعتقادا من تميم  بن حمد  انه يستطيع ان يمتلك نفوذا وقوة وضغطا على مصر من القارة السوداء وهو أمر يدركه الرئيس السيسي والساسة فى مصر بل ان الشعب المصرى بكل فئاته يدركون تلك الحقيقة تماما


لقد سلكت مصر كل السبل الدبلوماسية عبر  7سنوات كاملة مع الجانب الاثيوبى واخيرا  حسنا فعل الرئيس السيسي بطلب الوساطة الامريكية  بقيادة الرئيس ترامب شخصيا والذى تبنى المفاوضات فى البيت الابيض وبحضور ممثلى مصر واثيوبيا والسودان حتى وصل الى الاتفاق النهائى والذى تضمن قواعد ملىء الخزان الخاص بالسد ووقعت مصر بالاحرف الاولى عليه بينما تهربت اثيوبيا  بل زادت بأعلانها بدء ملىء الخزان فى يوليو 2020 لتعلن التحدى للجميع



ورغم كل التحليلات حول الموقف الاثيوبى ودعوة البعض لاستمرار التفاوض وأنه الحل الوحيد للأزمة ومع كامل احترامى لها فأن يقينى الذى لا يقبل اشك هو ان على الجميع الانتظار لكلمة واحدة وهى "القوة"


إن ذكاء الرئيس السيسي كرجل مخابرات سابق يدرك جيدا المشهد بكل ابعاده دفعه الى وضع خيار القوة فى الحسبان وانه قد يلجأ له فى اى مرحلة من المراحل ولذا كان الجيش المصرى تاسع اقوى جيش فى العالم والذى اصبح قادرا على حماية مصلحة الوطن فى اى بقعه على الارض  فعلا وقولا
برا وجوا وبحرا


إن اللجؤ للحل العسكرى لأزمة سد النهضة متاح  ومباح ويكفله القانون والدستور والقانون الدولى وبصرف النظر عن قدرة اى ضربة عسكرية للسد فى تدميره او تعطيله او رفعه من الخدمة فحينها فقط ينكسر العناد الاثيوبى ويعود مجبرا لتوسل وتسول الحلول والوساطة  

وأخيرا وليس آخرا فقد بدأ العد التنازلى – فى اعتقادى-  لأنتهاء أزمة ملف سد النهضة سياسيا او عسكريا  والأمر المؤكد ان مصر تستطيع تماما وحينها سيختفى السد وتعود المياه الى مجاريها


لقد قالها قديما الفراعنه عندما كانت تنقطع مياه النيل او تتأخر فى تتدفقها
‏"" إذا أنخفض منسوب النهر فليهرع كل الجنود ولايعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جـريــانـه ""


ويقينى الذى لا يقبل الشك ان أحفاد الفراعنة سيفعلونها كما فعلها اجدادهم 




لا يوجد تعليقات

أضف تعليق