"I can't breathe."
بقلم الصحفى هانى عبد الرحمن
ثلاث كلمات اطلقها مواطن امريكى من أصول افريقى يدعى جورج فلويد وهو يصارع
الموت تحت ركبتى رجل شرطة امريكى
ثلاث كلمات نطق بها قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة ويصرخ صرخة الموت التى هزت
العالم اجمع وكشفت وجه امريكا الآخر القبيح العنصرى
صرخة جورج التى اطلقها ومات أهتزت بها الاراضى الامريكية من شمالها الى
جنوبها من شرقها الى غربها ليتدفق ملايين
الامريكين السود والبيض وكل الاعراق الى الشوارع والميادين يهتفون ضد العنف
والعنصرية والظلم ويطالبون بالعدل لروح
مواطن فاضت الى خالقها وفاض طوفان صرخاتها ليغرق امريكا فى غضب أسود حول ليلها
الهادىء وربيعها المشمس الى جحيم متواصل احرق معه كل شيء
خرج الملايين يتحدون الخوف من كورونا ومن السلطة ومن كل شيء ليرفعو شعارات
فى بلد الحرية التى لم يتبقى منها بعد هذا
المشهد الدراماتيكى لقتل مواطن أعزل سوى تمثال الحرية القابع على خليج نيويورك فى
جزيرة الحرية ويكاد ينطق قائلا" هذه ليست امريكا التى اعرفها ليست امريكا
التى ارفع مشعل الحرية عنوانا لها "
إن صرخة المواطن الامريكى جورج فلويد وهو تحت ركبتى الشرطى " لا
استطيع التنفس" اصبحت لغة كل مكان وزمان فى ارض الحرية
لغة البيض والسود لغة تمثال الحرية لغة التاريخ والجغرافيا زلغة السياسة
الامريكية المذدوجة التى جعلها جورج فلويد تشرب من نفس الكأس المر التى سقت منه
شعوب العالم الحر
قلبت سيرة
"العملاق اللطيف" أمريكا والعالم، ذلك الرجل الأسمر الذي مات خنقا عندما
وضع ضابط شرطة في مدينة مينيابوليس، في ولاية مينيسوتا الأميركية، ركبته على عنقه.
لكن من هو العملاق
اللطيف؟
ولد جورج فلويد
الذي توفي عن عمر ناهز 46 عاما في ولاية كارولينا الشمالية، وعاش شبابه في مدينة هيوستن
بولاية تكساس، لكنه بعد إطلاق سراحه من السجن انتقل إلى مينيابوليس قبل عدة سنوات للعثور
على عمل، وفقا لصديق عمره كريستوفر هاريس.
وكان فلويد معروفا
لدى أصدقائه باسم "بيغ فلويد" أو "فلويد الكبير"، وكان أبا لابنة
تبلغ من العمر 6 سنوات، تعيش في مدينة هيوستن مع والدتها، روكسي واشنطن والتي تحدثت
لصحيفة "هيوستن كرونيكل" قائلة إن جورج كان أبا جيدا عندما كانا يعيشان سويا
ويربيان ابنتهما جيانا معا.
من جانبها وصفت
صديقة "العملاق اللطيف"، كورتيني روس، وفاة فلويد بالفاجعة، وقالت لصحيفة
"ستار تريبيون" إن "الاستيقاظ هذا الصباح لرؤية مينيابوليس تحترق سيكون
شيئا من شأنه أن يدمر فلويد، لقد أحب المدينة. جاء إلى هنا وظلّ فيها من أجل الناس
والبحث عن فرصة في الحياة".
كذلك كان فلويد
رياضيا موهوبا برع بشكل خاص في كرة القدم والسلة في المدرسة، وفقا لما ذكره موقع شبكة
"سكاي نيوز" البريطاني، والذي نقل عن أحد زملاء فلويد السابقين، وهو دونيل
كوبر، قوله إنه كان لديه "شخصية هادئة وروح لطيفة".
ووفقا لأم ابنته
روكسي واشنطن، فإن فلويد لم يتمكن من إكمال دراسته وانضم إلى فرقة "هيب هوب"،
وبعد فشله في العثور على عمل في هيوستن، غادر المدينة إلى مينيابوليس.
وفي مينيابولي
، كان فلويد يعمل في وظيفتين، إحداها كسائق شاحنة والأخرى كحارس أمن في مطعم جنوب أميركي
يدعى "كونغا لاتين بيسترو"، حيث كان يحظى بإشادة الزبائن ومنهم جيسي زيندياس
والتي قالت في منشور لها على "فيسبوك" إن فلويد كان يحب أن يعانق الزبائن
المنتظمين للمطعم"، وأضافت أنه "سيكون غاضبا إذا لم تتوقف لتحيته لأنه كان
يحب الجميع بصدق، ويرغب في استمتاعهم بالمكان".
وبدورها قالت بريدجيت،
شقيقة فلويد، على موقع التبرعات الذي خصص بعد وفاة فلويد على الإنترنت إنه كان محبا
للخير حيث كان يبدي استعداده ليقدم ملابسه التي يرتديها لأي محتاج، على حد وصفها.
ووفقا للوثائق
القضائية، فقد اتُهم فلويد في عام 2007 بالسطو المسلح بعد محاولته "اقتحام منزل"،
وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بعد صفقة مع الادعاء بالإقرار بالذنب في عام 2009.
وفي مقطع فيديو
نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فلويد وهو يندد بالعنف المسلح ويقول:
"من الواضح أن جيلنا الشاب قد ضاع".
وأكدت مالكة سابقة
لحانة "إل نويفو روديو" في مينيابوليس أن فلويد والشرطي الذي قتله ديريك
شوفين كانا يعملان كحراس أمن في المكان ذاته في نفس الوقت.
وذكرت مايا سانتاماريا
لمحطة "كاي أس تي بي" التلفزيونية أن ضابط الشرطة ديريك شوفين كان يعمل خارج
النادي الليلي، ولا يعلم بالتحديد ما إذا كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض، ولكن كانت
هناك أوقات عندما كانا يعملان في الليلة ذاتها.
وأشارت سانتاماريا
إلى أن شوفين كان يبالغ بردة فعله في كثير من الأحيان مع المثيرين للمشاكل في المكان،
ويستخدم رذاذ الفلفل مع الناس، قائلة إنه "كان سريع الغضب".
فجرت مالكة سابقة
لأحد الملاهي الليلية بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، مفاجأة من العيار
الثقيل بخصوص قضية وفاة المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد شرطي.
وقالت سانتا ماريا،
المالكة السابقة للملهى، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الشرطي
المتهم بالقتل ديريك شوفين، والضحية جورج فلويد، "عملا سويا في الملهى نفسه كحراس
أمن".
وغالبا ما عمل
فلويد، الذي وصفته سانتا ماريا بـ"الرجل العظيم" المعروف بابتسامته الكبيرة،
كحارس أمن إضافي، أيام الثلاثاء، عندما كان يقيم النادي ليالي موسيقى شعبية، بينما
كان تشوفين يعمل كضابط شرطة خارج الخدمة للنادي، لما يقرب من 17 عاما.
وأضافت أنها لا
تستطيع القول إن كانا على معرفة ببعضهما البعض، مضيفة: "لقد عملنا معا في النادي
في أوقات مختلفة، وبالتأكيد في ليالي الثلاثاء سواء بداخله أو خارجه، كنا جميعا نعمل
في الفريق نفسه".
وأردفت قائلة:
"مشاهدة مقطع الفيديو الذي ظهر فيه فلويد مكبلا على الأرض ويقول "لا أستطيع
التنفس"، بينما كان شوفين يمسكه وركبته على عنقه فلويد.. كانت صدمة".
واستطردت قائلة:
"لم أفهم ما كنت أراه.. كنت أصرخ في هاتفي وأطلب من تشوفين الابتعاد عنه.. إنه
أمر مروع.. لا أستطيع أن أصدق أنه ليس لديه الإنسانية للاستماع إلى هذا الرجل المسكين
الذي يتوسل من أجل الهواء والحياة".
جدير بالذكر أن
السلطات الأمريكية أعلنت حظر التجوال في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في ظل أعمال
الشغب بعد وفاة جورج فلويد المعروف بـ"العملاق اللطيف"، كما كان يلقبه أهله
وأصدقائه، على يد شرطي.
والسبت، وصف الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب الاحتجاجات في مدينة مينيابوليس بـ"العنيفة"، وقال
إن الجيش يمكنه نشر قواته "بسرعة كبيرة" للرد.
وشدد ترامب على
أن "تعدي الخطوط الحمراء للدولة جريمة، وعلى حكام الولايات التعامل مع الأمر بصرامة
وإلا ستتدخل الحكومة الفيدرالية".
من جانبها، أعنلت
وزارة الدفاع الأمريكية رفع حالة التأهب في بعض الوحدات العسكرية لدعم محتمل لمواجهة
الاضطرابات في ولاية مينيسوتا، مؤكدة أنها لم تتلق بعد طلبا من حاكم ولاية مينيسوتا
لدعم قوات الجيش للحرس الوطني هناك.
ومازالت تداعيات حادث جورج فلويد مستمرة وربما لأمد طويل والأخطر تداعياتها النفسية قبل السياسية فى مجتمع يفخر قادته عبر عقود من الزمن انه أرض الحريات
الحريات التى لم يتبقى منها سوى تمثال حزين قابع يتألم من صرخة جورج فلويد التى اطلقها قبل موته
لا أستطيع التنفس
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق