جنازة مبارك "حكاية شعب وجيش
وقائد"
بقلم الصحفى هانى عبد الرحمن
مهيبة بكل ما تعنية الكلمة من معنى تليق برجل وهب عمره لمصر أخطأ وأصاب فهو بشر
لا ملاك .كانت جنازة مبارك بحضور رموز وقيادات الدولة والجيش والشرطة والبرلمان
رسالة عميقة المعنى للجميع مؤيدين ومعارضين محبين وكارهين للرجل
وكانت الجنازة العسكرية يتقدمها الرئيس
السيسي والامام الاكبر شيخ الازهر والبابا ترسيخ لقيم الوفاء والنبل والمباركة
لجثمان رجل رحل عنا جسدا وبقى تاريخا فى وجدان الوطن
وبعيدا عن أى جدل حول الرجل ومواقفه قبل او
بعد احداث 25يناير يبقى رفضه الهروب من مصر والعروض التى تلقاها من الخارج من
الاصدقاء الملوك والرؤساء والامراء العرب نقطة
فارقه فى تاريخه وتاريخ مصر والتى أدت الى كل ها التعاطف الرائع والغير متوقع على
كل الاصعدة الرسمية والشعبية والعسكرية بعد ان قدم الرجل نموذجا رائعا لقائد عسكرى
سابق بالجيش يدرك ان الشرف فى اى معركة يعنى كلمتين لاثالث لهما "النصر أو
الشهادة" مع اختلاف المعطيات والمشاهد
إن مشهد جنازة مبارك بكل ما فيها من مشاهد
تعكس وجها جديدا لمصر العظيمة ونبل شعبها ورئيس بقدر وقيمة مصر يدرك قيمة التاريخ
الذى لا يكذب ولا يتجمل وان كل منا له ماله وعليه ما عليه
لذلك كان فى مقدمة صفوف المشيعين ليضرب القدوة
والمثل فى النبل والوفاء من شعب وجيش لم
ينسى ولا يستطيع ان ينسى ما قدمه مبارك
لمصر ويكفيه استكماله تحرير كامل التراب المصرى فى سيناء ومعركة استرداد "طابا "وغيرها من المواقف والاحداث التى قاد فيها مبارك مصر وعبر بها لبر الآمان
وبرغم روعة المشهد والقيم والمبادىء التى
يحملها فى جنازة مبارك يبدو مشهد الدهشة من بعض الاصوات الغريبة والعجيبة التى
تحاول المقارنة بين مبارك وجنازته ومرسي وجنازته
رغم عدم منطقية المقارنة لا شكلا
ولا مضمونا فالفارق بين الاثنين فارق
السماء والأرض – تلك هى الحقيقة وهذا هو التاريخ"
فالأول كان من قيادات الجيش فى حرب تحرير الوطن فى السادس من اكتوبر المجيدة وصاحب رصيد كبير من البناء والتعمير ومعه عرفت مصر الاستقرار عبر
30عاما من الحكم بينما الثانى وعمره الرئاسي
وعمر جماعته فى الحكم نحو عام كاد فيها يضيع الوطن وسيحكم التاريخ كما قال مبارك بما له وبما عليه
وبنفس المعيار والمقياس سيحكم على مرسي وجماعته والتى مازلنا نعانى منها حتى الآن
وختاما لا أجد كلمة أعبر بها عن فخرى بما
شاهدته اليوم فى جنازة مبارك وتلك الحشود الرسمية والشعبية والدينية سوى ان هذه هى
مصر وهذا هو شعبها وجيشها وهذا هو أزهرها
وكنيستها وقبلهم هذا هو رئيسها المخلص الوفى بانى مصر الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسي
.رحم الله مبارك
وتجاوز عن سيئاته وادخله فسيح جناته وصدق
فيما قال " الاشخاص زائلون ومصر باقية"
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق