شباب بسيارات دفع رباعى يساعدون العالقين فى الامطار
|
بقلم الصحفى هانى عبد الرحمن
نعم انتصر المصريون على "التنين"
وهو اسم المنخفض الجوى الذى تعرضت له مصر وكان مصحوبا بأمطار وسيول فى كل انحاء
البلاد
نعم انتصر الشعب المصرى العظيم بوقفته وقفة
رجل واحد بوجه العاصفة وتسابق الجميع
لتقديم العون والمساعدة للعالقين والذين تعطلت بهم السبل تحت وطأة الرياح والامطار
والسيول سواء فى المدن او القرى او على الطرق ونقلت وكالات الانباء والصحف والمواقع
مشاهد انسانية رائعة لمساعدة المصريين بعضهم البعض ليؤكدوا للعالم عظمة الشعب
المصرى سليل الحضارات وصاحب الارض مهبط الديانات
الذى قد يختلف فى قضايا الوطن ولكنه لم يختلف يوما حول الوطن الارض والعرض
ورغم كل ما يمكن ان نقوله ويردده البعض عن
وجود تقصير فى مواجهة الازمة وان
الامكانات أقل بكثير من سقف وطموحات الناس من حيث شبكة خاصة لصرف مياه الامطار او
زيادة سيارات كسح المياه بالشوارع والميادين
او عمل خطوط طرد عاجلة لتصريف المياه من المنحدرات لكن تبقى واقعية الحكومة
التى جسدها د مصطفى مدبولى رئيس الحكومة
والذى اعلنها دون خجل ليس لدينا امكانات لعمل شبكة جديدة لتصريف مياه
الامطار وان تلك الشبكة فى المحافظات قد تصل الى نحو 300مليارجنيه واننا نعمل وفق
الامكانات المتاحة
وبكل صراحة لا استطيع أن ألوم رئيس الحكمة بل
ان الرجل اجبرنى على احترامه لصراحته وشفافيته غير المعهودة فى الحكومات المصرية
وقد وضعنا الرجل امام حقيقة صعبة مؤلمة ندركها جيدا ولكن للأسف نتناسها او هكذا
نبدو
إن دولة خرجت من ثورتين كادت ان تفلس لولا
عناية الله بعد ان دمرت الثورة الاحتياطى النقدى من الدولار وتراجع المخزون الاستراتيجى
من السلع وارتبكت الحياه فى كل مناحيها وانهار الجنيه وتعطلت المشروعات وزادت
المديونيات حتى بعد ثورة 30يونيو حتى بدأت مصر مسيرة الاصلاح الاقتصادى الصعب الذى
غامر به الرئيس السيسي ونجح فى خطوة تاريخية ادت الى تراجع كبير فى شعبيته رغم ان
اصلاحه هو العلاج المؤلم والجراحة اللازمة لانقاذ مريض على وشك الموت بدلا من
المسكنات
كل تلك العوامل والمقدمات دفعت رئيس الحكومة
لمصارحة الشعب بأن الامكانات اقل من مواجهة العواصف والسيول ما كان له الأثر فى
زيادة وعى المصريين الذين تشاركوا جميعا فى مواجهة الازمة وكانوا ابطالا فى كل
ربوع الوطن الأمر الذى دفع بالرئيس السيسي شخصيا بأن يوجه الشكر للشعب – فى سابقة
تاريخية- لصموده فى وجه العاصفة وظهور
تضامنه ووقوفه صفا واحدا مع الدولة سواء حكومة او جيش او شرطة او شعب
واحزاب وكيانات وجمعيات ورأينا شباب من ابناء
الاغنياء يقودون قوافل من سيارات الدفع الرباعى فى العاصمة القاهرة ويعلنون ارقام
تليفوناتهم ويتحركون تحت الامطار لانقاذ العالقين من المواطنيين الذين حاصرتهم الامطار
سواء على ارجلهم او فى سياراتهم ونقلت لنا مواقع التواصل الاجتماعى صورا وفيديوهات
رائعة تعكس عظمة المصريين وقت الشدة
كما نقلت لنا الاخبار مبادرات حزبية لنقل
المواطنيين فى اى مكان بالمجان من خلال سيارات مجانية كما فعل حزب مستقبل وطن
بالاسماعيلية الذى قاد امين تنظيمه الشاب عصام دياب قافلة"احنا معاك"
لنقل المواطنين من امام المستشفيات اسفل المطر ومعه امين قسم ثانى الاسماعيلية
السيد العركى احد الرموز الشعبية ومعه
عشرات الشباب من ابناء المحافظة
لقد كان المشهد رائعا رغم الألم وطنيا رغم
الخسائر مبهجا رغم الحزن وأثبت اننا انتصرنا فعلا وقولا على "التنين"
ولكن .تبقى العبر والدروس التى يجب ان
تستوعبها الحكومة وتضعها فى اهم اولوياتها وعلى رأسها التغيير الدراماتيكى فى
التاريخ الجغرافى لمصر والمرتبط بالطقس و بعبارة "حار جاف صيفا دفىء مطر
شتاء" والتى اصبحت من التاريخ وليت من الجغرافيا بعد ان دخلت مصر الحزام
المطير والتى تشهد معه فى قادم السنوات مزيدا من الامطار العواصف والسيول وفق
مراكز الارصاد الجوية داخل وخارج مصر
والأمر بسيط ويتخلص فى عدة خطوات لنستفيد من
الثورة الطبيعية العظيمة للامطار فى زمن الجفاف والصراع على مياه النيل .فما اعظم
هبة الله من الامطار والتى وصلت الى نحو نصف مليار متر مكعب من المياه خلال 24ساعة
من موجهة الطقس
فقط نحتاج الى شبكة صرف خاصة بالامطار
وبالاستعانة بالخبرات العالمية فى تنفيذها لتصريف الامطار الى الترع او عمل بحيرات
صناعية عملاقة نروى مئات الالاف من الافدنة .ايضا لابد من تنفيذ شبكة صرف للامطار
على جميع الطرق سواء القديمة او الحالية او المستقبلية وايضا بالاستعانة بالخبرات
الاجنيبية بأعتبار المجال جديدا علينا وعلى مناخنا بالاضافة الى مراعاة تلك
الشبكات فى جميع المدن الجديدة التى اقامتها الدولة ولم تفتتح بعد وعددها نحو
14مدينة بالاضافة الى العاصمة الادراية الجديدة وعمل شبكات خاصة لمياه الامطار
بعيدا عن شبكة مياه الشرب او الصرف الصحى
وأخيرا وليس آخرا تغيير ثقافة الشعب المصرى
فى الازمات بمعنى ان نلتزم المنازل فور الاعلان عن ظروف جوية او امطار وسيول
وعواصف لنمنح الفرصة لاجهزة الدولة العمل فى هدؤ ولا نندفع الى الزحام او خلق
ازمات مرورية جديدة تعوق عمل الدولة فى التعامل مع الامطار
واستطيع القول بكل فخر اننا كنا ومازلنا
وسنبقى شعب طيب الاعراق فى كل المحن
والدليل معركة التنين والانتصار فيها
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق